قاعدة ورهورس للعمليات المتقدمة، العراق – تواصل القوّات الامريكية جهودها لرفع القدرات العسكرية العراقية من كافة الجوانب؛ فقد أجرت مؤخرا تدريبا متقدما لجنود الفرقة الخامسة من الجيش العراقي حول أساليب التعامل مع الجرحى في الميدان؛ أجراه جنود من السرية سيجما التابعة للكتيبة 225 في لواء تقديم الدعم والإسناد الثاني من فرقة المشاة الأمريكية الخامسة والعشرين.وخلال التدريب، الذي امتد من الثاني وحتى السابع من شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل في قاعدة ورهورس للعمليات المتقدمة، استلقى أحد الجنود العراقيين على طاولة من دون حراك بينما أخذ زملائه الآخرين بتفحص عظامه، أو ما كان من المفترض أن تكون كسورا في ساقه، والضغط على الضمادة التي قاموا بلفها حول ركبته. كان ذلك التدريب الذي هو جزء من برنامج تدريب المدرّب بطلب من قائد سرية الطبابة وجرّاح الفرقة الخامسة من الجيش العراقي.وحول التدريب تحدّث النقيب كريستوفر كاون الجرّاح في الكتيبة 225 قائلا: “تكلمنا مع قائد سرية الطبابة في الفرقة الخامسة وكذلك مع الجرّاح في الفرقة حتى يكون البرنامج التدريبي الذي نضعه مفيدا لهم ويساعدهم في تدريب زملائهم الآخرين في الكتيبة.”هذا وكانت الدورة التدريبية قد استهلت بتدريبات نظرية لتعريف جنود سرية الطبابة بالمصطلحات الطبية وأنواع الإصابات والجراح التي قد يصاب بها الشخص في الميدان خلال المعارك القتالية. كما اشتملت الدورة أيضا على تدريبات عملية لتطبيق الدروس النظرية. وذلك للتدرّب على كيفية التعامل مع الجرحى والمصابين بشكل عملي مستخدمين الإجراءات والأدوات التي تعلموا استخدامها.
استهلت الدورة بشرح نظري لأنواع الكسور وكيفية التعامل معها في ميدان المعركة
وأضاف النقيب كاون مسترسلا بالحديث حول التدريب: “بدأنا بدروس نظرية تساعدهم على التعرّف على أنواع الإصابات، مثل الإغماء والكسور والجراح، وبعد ظهر نفس اليوم تدربوا عمليا على كيفية تحديد تلك الإصابات. كما قمنا بإعطائهم معلومات وافرة حول الكسور والتواء المفاصل، وأيضا الأساليب المستخدمة في ميدان المعركة لإعداد الجبائر المختلفة لتلك الإصابات والجروح لحين التمكن من نقل المصاب من الميدان إلى سرية الطبابة أو المستشفى.” وتجدر الإشارة إلى أنّ فكرة إقامة تلك التدريبات كانت قد انبثقت بعد أن أعرب كلّ من آمر سرية الطبابة والجرّاح في الفرقة الخامسة من الجيش العراقي عن رغبتهما في أن يتلقى جنودهم تدريبات متقدمة حول حالات الإصابات التي ينتج عنها فقدان للوعي. ووفقا لمعلومات أمريكية، فإنّ أحد الأسباب الرئيسية في موت الجنود خلال المعارك في العراق وأفغانستان هو النزيف الحاد للمصابين. وهذا ما دفع فريق كوبرا الطبي إلى أن يحرصوا على أن تتضمن مناهج التدريبات التي يجرونها للعراقيين طرق التعامل مع الكسور والنزيف الحاد.وتابع النقيب كاون الحديث موضحا: “بعد حديثنا مع القادة العراقيين قررنا أن نركز في تدريباتنا على أساليب الحد من العامل الرئيسي في موت الجنود المصابين في المعارك. والأسباب الشائعة التي ينتج عنها النزيف الحاد هي كسور الفخذ والحوض، لذا قررنا أن تتضمن مناهج تدريباتنا طرق التعامل مع تلك الكسور في ميدان المعركة. تلك المواضيع كانت ما طلبه القادة العراقيون بالتحديد.”ويُشار إلى أنّ تلك الدورات التدريبية هي جزء من مهام لواء تقديم الدعم والإستشارات بينما تحاول القوّات الأمريكية تقليص دورها في العراق. ويتيح برنامج تدريب المدرّب للجنود العراقيين تعلم مهارات مهمة جدا من القوّات الأمريكية بينما هم يواصلون تولي مسؤولية القيادة في كلّ ما يتعلق بأمن العراق خلال مشاركتهم لجنود القوات الأمريكية التدريبات.وفي السياق ذاته أضافت العريف ركن ستيفاني كاومو الطبيبة في السرية سيجما قائلة: “إنّ فكرة هذه الدورة تنطلق من مفهوم تدريب المدرّب. نأمل أن تساعدهم على تدريب زملائهم الآخرين، وذلك حتى نتمكن من توفير كافة المواد التي يحتاجون إليها والتعليمات والمناهج التي تمكنهم من تولي تدريب الدورة التالية للجنود العراقيين.”جدير بالذكر أنّ الجنود العراقيين من سرية الطبابة في الجيش العراقي كانوا قد قدموا للمشاركة في هذه الدورة بذهن متفتح وبروح إيجابية, الأمر الذي يساعد بشكل كبير على فهم واستيعاب المعلومات الجديدة. كما أنّ هذه الدورة قد شهدت أيضا تطوّر علاقات العمل بشكل سريع بين الجنود الأمريكيين ونظرائهم العراقيين، على الرغم من اختلاف لغتيهما.وحول تلك العلاقات علقت النائب عريف سارة لينزو من السرية سيجما قائلة: “لقد أبلوا بلاء حسنا، استوعبوا المواد بسرعة على الرغم من اختلاف لغتينا، أعني أنها كانت عائقا ولكننا تمكنا من اجتيازها. الجيش العراقي اعتمدوا علينا لفترة من الزمن، ولكن الآن نحن نسلمهم المسؤولية والمهارات التي لدينا حتى يكونوا مستعدين بشكل أفضل عند رحيلنا من العراق.”
